واعتبر التحليل أن "أفضل ما يمكن قوله عن فاعلية القوة الجوية هو أنها دفعت الحوثيين إلى تقليص جزء من حملتهم، وهو الجزء الذي كان يُكلفهم الكثير من البنية التحتية والعتاد العسكري، دون أن يُساهم فعليًا في هدفهم الأكبر: إرغام إسرائيل على وقف هجومها على غزة."
وأضاف التحليل أن "الهجوم الاستراتيجي يُعتبر حاسمًا إذا أدى مباشرة إلى السلام. والحملة الجوية والصاروخية التي قادتها البحرية الأمريكية ضد الحوثيين لم تحقق السلام بشكل حاسم، بل إن الحوثيين أكدوا صراحة أن هجماتهم على إسرائيل ستستمر ولن تتأثر بوقف إطلاق النار، ولا يزالون يطلقون الصواريخ باتجاه الدولة العبرية."
وأشار إلى أن "ما أنتجته الغارات الجوية، في أفضل تقدير، هو توقف مؤقت في جبهة فرعية من الصراع: الهجمات على طرق الشحن الإقليمية. وهذه الهجمات لم تُشكل ضغطًا حقيقيًا على إسرائيل من الأساس، لذا فإن التخلي عنها لم يكن مكلفًا."
وأوضح التحليل أنه "ليس من المستبعد أن يُجبر القصف الجوي عدوًا منهكًا كالحوثيين على الاستسلام، وذلك بتفعيل حساباته المنطقية للتكاليف والفوائد. فإذا لم ترَ قيادة الحوثيين جدوى كبيرة في مهاجمة الشحن التجاري والبحري، فقد تختصر هذه المرحلة من الحملة ضد إسرائيل، مُوقفةً الهجمات التي تقودها الولايات المتحدة، ومُعيدةً توجيه الذخيرة والموارد إلى الهدف الرئيسي."
وخلص التحليل إلى أن "بهذا المعنى الجزئي والضيق، قد تكون القوة الجوية، حتى من دون تدخل بري، قد دفعت الحوثيين إلى قرار يتماشى مع مصالح واشنطن، وحسمت شيئًا، وإن لم تحقق السلام بشكل مباشر