وأوضح الكاتب في مقال صحفي أن هذه الجماعات تتعامل مع القضية الفلسطينية وفق حسابات مصلحية، تختلف باختلاف الجغرافيا والسياسة والاقتصاد، وليس بناءً على مبادئ أيديولوجية ثابتة.
وأشار لقور إلى أن إيران، الراعي الرئيسي لهذا المحور، تتعامل مع ملف غزة بمنطق "المتاجرة الثورية"، حيث تجمع بين الخطاب الثوري الحماسي وتجنب المخاطر العسكرية المباشرة.
وأوضح أن طهران، التي تواجه حصارًا اقتصاديًا متصاعدًا وتحديات داخلية، تفضل استراتيجية "الهجوم بالواسطة" عبر الجماعات التابعة لها، لتجنب المواجهة المكشوفة مع الكيان الإسرائيلي أو الغرب.
أما حزب الله، فقد أصبح جزءًا من النظام السياسي اللبناني الهش، مما جعله يزن أي تحرك عسكري ضد إسرائيل بحسابات دقيقة، خشية أن تؤدي المواجهة إلى تدمير لبنان وتقويض نفوذه. ورغم الاغتيالات المستمرة لقادته، فإن الحزب يتجنب الرد المباشر، ليس بسبب تراجع أيديولوجي، بل لأن الحرب قد تُفقده مكاسبه السياسية والاجتماعية.
في المقابل، سلط الدكتور بن عيدان الضوء على تناقض الجماعة الحوثية في اليمن، التي لا تتحمل مسؤولية إدارة دولة، ولا تُحاسب على انهيار الخدمات أو انتشار المجاعة في المناطق الخاضعة لها.
وأكد أن الحوثيين يستغلون القضية الفلسطينية لتعزيز شرعيتهم الداخلية والخارجية، عبر استهداف السفن في البحر الأحمر وإطلاق صواريخ نحو الكيان، بينما يُجبر اليمنيون على دفع ثمن هذه المغامرات.
واختتم الكاتب مقاله بالتشديد على أن القضية الفلسطينية أصبحت مجرد ورقة في صراع النفوذ الإقليمي، حيث تستخدمها إيران لإثبات هيمنتها، ويوظفها الحوثيون لتعويض افتقادهم للشرعية، بينما يحسب حزب الله خطواته بحذر للحفاظ على مكاسبه.
وأكد الكاتب أن القضية الفلسطينية تحولت إلى ضحيةٍ جديدةٍ ليس فقط للاحتلال الإسرائيلي، بل أيضًا لتناقضات حلفائها المزعومين، معتبرًا أن المدنيين في غزة ولبنان واليمن وإيران هم من يدفعون ثمن مواجهة الكيان الإسرائيلي، بينما يتحول خطاب "المقاومة والتضحية" إلى شعارات جوفاء تكرس انقسام الأمة.